الأربعاء، 17 ديسمبر 2008

الاضطرابات النفسية الحركية

تنطبق عبارة نمط الشخصية المضطربة على ذلك الشخص الذي يظهر من اسلوب حياته مرونة تكيفية محدودة وثبات على نمط واحد من التعبيرات والحركات ويتسم مثل هذا الشخص بالقيام بمحاولات متكررة وان كانت محاولات غير ناجحة لتكوين علاقات اجتماعية مستقرة ومتبادلة علاقات راضية مرضية بينه وبين البيئة التي يعيش في اطارها قد تظهر هذه المحاولات وكانها طبيعية ولكنها في الواقع تعتبر محاولات انهزامية لاشباع الحاجات وفي بعض الاحيان تكون هذه المحاولات قاصرة وغير ملائمة للموقف وغالبا ما يتصف سلوك هؤلاء الافراد بالنمطية في التفكير والشعور والتصلب في استجابتهم للمواقف المختلفة.
ويلاحظ ان المشقة التي يجدها هؤلاء الافراد هي تكرار اساليب حل المشكلة في مواجهة الضغوط المستمرة مما قد يؤدي الى توظيف بعض الميكانيزمات حيث تظهر في الاطوار الاولى للنمو.
تعريف الاضطرابات النفسية الحركية:
يمكن ان تندرج الاضطرابات النفسية الحركية مثل النوبات وتقلصات ريترز والرعشة تحت عنوان الاضطرابات الهستيرية ولدراسة تلك الاضطرابات لابد من النظر الى هذه الاضطرابات كمجموعة من الامراض مستقلة فيما بينها وفيما يلي نعرض لصفات الشخصية الهستيرية المضطربة والتي تبرز في سلوك الشخص على المدى الطويل في تعامله وتفاعله مع الاخرين وليس فقط اثناء نوبات المرض تلك الصفات التي تسبب له مشاكل في وظائفه الاجتماعية والمهنية قد تدفع به الاى الالم النفسي.
1. السلوك المأسوي المبالغ فيه:سهولة الاستثارة ,انفعالات عدوانية,وهذا السلوك يشير الى ثلاثة من النقاط الاتية كحد ادنى:
أ‌. الاسى النفسي ومثال على ذلك المبالغة في التعبير عن انفعالاته.
ب‌. الرغبة في جذب انتباه المحيطين به.
ت‌. الرغبة الملحة في النشاط والابتهاج.
ث‌. الانفعال المبالغ فيه في اتفه المواقف.
ج‌. نوبات من الغضب الانفجاري غي المنفعل والتصرفات الشاذة.
2. الاضطرابات التي تميز الشخصية من حيث العلاقات الانسانية:وتلك الاضطرابات تشير اليها اثنتين من النقاط الاتية كحد ادنى:
أ‌. يتعامل مع الناس بسطحية وعدم اهتمام ويعوزه التمييز والعبقرية حتى لو تصنع الدفء وحاول ان يبدو جذابا.
ب‌. اناني,متمركز حول ذاته وغير مهتم بالاخرين.
ت‌. تافه ومطالبة كثيرة.
ث‌. معتمد على الاخرين وغير متعاون ودائما ما يبحث عن الاطمئنان من قبل الاخرين.
ج‌. ميال الى التلاعب بتهديدات الانتحار وذلك عن طريق الاشارة او المحاولات ولكنه عادة ما ينفذها.
أنماط الاضطرابات النفسية الحركية:
أ‌. الحركات الشاذة.
ب‌. الشلل.
أولا:الحركات الشاذة:
يمكن ان تتخذ الحركات الشاذة اشكالا كثيرة منها الرعشات المنتظمة والتي تظهر في الرأس والاطراف وتظهر تلك الرعشات عندما تكون الاطراف في حالة استرخاء كما تظهر في احيان اخرى عندما تكون الاطراف في حالة حركة وتبدو هذه الرعشات في حالة أسوأ اذا ما انتبه اليها الاخرون وتلاحظ بعض الاشكال المتنوعة من النوبات والتي تكون اكثر تكرارا وانتظاما من الحركات التي تظهر في النوبات الحقيقية لمرض الرعاش العصبي.
ثانيا:حالات الشلل:
غالبا ما تصيب الاطراف مثل الشلل النصفي او شلل الاطراف وعادة ما تكون الاجزاء المصابة رخوة ومترهلة وقد تظهر تقلصات طويلة البقاء في مجموعات العضلات في الجهة المضادة.
وفي هذا الفصل نناقش بعض اشكال الاضطرابات النفسية الحركية مثل تقلصات ريترز ,الرعشات,التقلصات,النوبات واللزمات العصبية.
1. تقلصات ريترز:
تعتبر دراسات ليفرسيدج وسيلفستر من اكثر الدراسات شمولا في تناول موضوع تقلصات ريترز وقد انتهيا في دراستهما الى ان الاشخاص الانطوائيين يستجيبون للضغوط وذلك عن طريق بعض الانشطة النفسية الحركية المفرطة ومن المفهوم ضمنا ان هذه الانشطة الحركية تظهر في تقلصات ريترز بسبب تعرض الفرد لضغوط زائدة تفوق امكاناته النفسية وتثقل عليه وتكون تلك التقلصات دالة او نتاج لهذه الضغوط اما المريض الهستيري او المنبسط العصابي فربما تظهر عليهم بعض اعراض الاضطرابات النفسية الحركية والتي تتضمن القصور الذاتي وقد قام كل من ليفرسيدج وسلفستر بتنفيذ علاجهم لتلك التقلصات على ثلاث مراحل وبيانها:
المرحلة الاولى:يستخدم فيها قطعة من المعدن بها دوائر ذات اقطار متباينة والمطلوب من الحالة تثبيت ابرة في هذه الفتحات بداية بالدائرة الكبرى حيث تكون القطعة المعدنية والابرة متصلين عامة ببعضها البعض وكذا يتصلان بالدائرة الكهربائية قكلما تلمس الابرة جوانب القطعة المعدنية يتلقى المريض صدمة كهربائية مؤلمة في اليد الاخرى.
المرحلة الثانية:تشتق بعض الفروع من الشريط الكهربائي ويتم لصقها على القطعة المعدنية والتي يجب ان يمر عليها المريض بابرة فلو انفصلت الابرة على الشريط يتلقى المريض صدمة وتكون الاشرطة موزعة بحيث تتطلب الحركات الاساسية التي نمارسها اثناء الكتابة.
المرحلة الثالثة:حيث يستخدم فيها قلم موصل بمصدر التيار الكهربائي فكلما اصيب المريض بتقلص في الابهام يقبض على القلم بشدة فيتلقى صدمة كهربائية في اليد الاخرى.
ولقد بلغ معدل الشفاء باستخدام هذه الطريقة 60%وقد كتب ان بعض المرضى ذوي مستويات القلق العالية لايستجيبون جيدا لطريقة التجنب الشرطي.
طرق العلاج:
1. ان الاختبار الاول في العلاج يجب ان يكون اضعاف او ازالة الحساسية بالاضافة الى ممارسة التطبيق العكسي وخاصة مع الحالات المعروف عنها انها تعاني من مستوى مرتفع.
2. التجنب الشرطي.
ويمكن استخدامه كمتغير كبديل ثالث كما يمكن استخدامه كذلك كطريقة للعلاج حيث يكون معدل القلق منخفضا.
2. الرعشة:
تعرف الرعشة بانها حركات لاارادية وهي منتشرة بين المرضى العصابيين وتزيد في الظروف التي تزيد فيها الضغوط او الصراعات.
وتكون معالجة الرعشة عن طريق التقليل المنتظم للحساسية وكذلك التعرض للمواقف العاصبة المثيرة للاضطراب بجرعات متزايدة مع الاسترخاء العميق.
3. نوبات الصرع:
و يطلق على هذه النوبات و هي حالات تتميز بفقدان الوعى الإدراكي الشعوري مع تقلص عضلي و تشنجات جسمية متبانية و تبدأ النوبات عادة بحركة حادة في الرأس و العين و الشفاه و كذلك في حركات المضغ و البلع , وعند حدوث النوبة يصبح المريض غير واعي أو يدرك ما حوله من غموض حيث يهيم و على وجه بدون هدف و تكون استجاباته للمواقف الخارجية غير ملائمة و ربما يقوم ببعض الحركات المعقدة و المتكررة .
و تستغرق النوبة من خمس لعشرة دقائق أو اكثر , و ربما يلاحظ على المريض علامات التهيج و الخوف و ربما تظهر عليه بعض الحركات العدوانية و خاصة إذا حاول أحد ان يقاوم المريض , البعض الأخر من المرضى يتصرفون بطريقة عادية هادفة و بشكل طبيعي منظم مع فقد كامل أو جزئي للذاكرة لفترة من الزمن قد تستغرق ساعات أو ايام .و يلاحظ أن حالات فقدان الوعى التي تمدد لدقائق أو إيام جيث يكون المريض برحلة و يستعيد الوعى في مكان أخر ولا يكون لديه إي فكرة عن الأحداث الواقعة أثناء فترة الانتقال هذه و في مثل هذه الحالات يصعب التفرقة بين فقدان الوعي الهيستيري و حالات التمارض و التي يدعى فيها المريض للهروب من الوقف .
تأثير النوبات الصرعية على الشخصية:
لا يوجد أي دليل مقنع على أن الذين يعانون من هذه النوبات تظهر عليهم نوبات الارتداد إلى مرحلة ما قبل البلوغ, و بالرغم من ذلك فأن مجرد أن تحدث النوبة تظهر بعض التغيرات الأكيدة في شخصية المريض و هي تتكون من :
البط ء , وهو التصلب في التفكير و التمركز حول الذات , يشعر المريض بوجود أعراض لبعض الأعراض المتوهمة و هو ما يطلق عليه توهم المرض , الثبات على أراء و مواقف لا يمكن تغيرها كما يصاب بعض الذين يعانن من هذه الحالات بتدهور عميق في الوظائف العقلية و يصبح ميلا للمشاجرة قلق و عدائي .
و هذه المجموعة لسمات شخصية المريض الذي تنتابه نوبة الصرع لها اسباب عديدة وتشمل:
1. الرفض الاجتماعي
2. التاثير الاكتئابي لبعض الاعراض المضادة للتشنج
3. المعيشة في بعض مؤسسات رعاية ذوي العاهات
4. الامراض التي تصاحبها حالات من فقدان الوعي او النوبات وكذلك نقص الاوكسجين في المخ اثناء نوبات الصرع.
العلاج:
قام بعلاج بعض النوبات بواسطة الطرق الشرطية وفي هذه الطريقة العلاجية استخدمت المثيرات الشمية غير المستحبة كمثيرات اصلية كما استخدم السوار كمثير شرطي وبعد الانتهاء من التجربة اتضح ان المثير الشرطي استطاع ان يوقف النوبة المرضية بنجاح كالمثير الاصلي والذي تمثل في رائحة الياسمين.
4. النوبات:
فيها تظهر بعض التقلصات والانقباضات المتقطعة في العضلات دون اي مثيرات خارجية ولايمكن السيطرة عليها اراديا وقد تظهر التقلصات في اي مجموعة من العضلات ولكنها تبدو اكثر وضوحا للاخرين عندما تصيب عضلات الوجه وربما تكون النوبات صوتية تتضمن حدوث اصوات عالية مفاجئة غير متحكم فيها وفي البداية يكون السبب وراء هذه التقلصات والنوبات واضح وهو الخجل والارتباك ,الغضب الشديد,القلق والحزن وبعضها ينتج عن الممارسات الجنسية وفي مرحلة لاحقة نجد انها تظهر دون ادراك للسبب الاصلي لها.
وقد اوضح ان هذه النوبات يمكن ان تنتج عن محاولات التقليد او الهروب وتجنب الالم في المواقف العاصبة كما يمكن ان تنشأ النوبات عن اسباب عضوية مثل التهاب المخ او قد يكون عرض من اعراض العصاب الهستيري او يوجد في بعض الامراض الذهانية الاخرى وفي الامثلة السابق ذكرها تكون النوبات هي الخلل الاساسي وليس عرض فرعي.
ان علماء النفس لايعرفون الكثير عن النوبات وتكثر الاسئلة حول اسبابها وتكرار حدوثها وانواعها وطرق علاجها وما الى ذلك ويجب ان تكون مثل هذه الاسئلة موضع للبحث المتعمق في الدراسات المستقبلية ومع ذلك يوجد ثلاث نقاط واضحة في هذا الموضوع وهي:
1) ان معظم النوبات تنشأ عن اسباب نفسية وتلعب الضغوط الخارجية المحيطة بالشخص او القلق دورا كبيرا في الاضطرابات النفسية في هذه الحالة.
2) عادة ما تكون النوبات مؤقتة واحيانا تقل ثم تختفي بمرور الوقت.
3) تبدو طرق العلاج وخاصة الطرق السلوكية والتي تتضمن تدريبات الاسترخاء والفعل المنعكس مبشرة في العلاج ولكنها مازالت في طور التجريب.
العلاج:
حاول ان يعالج النوبات باستخدام طريقة الفعل المنعكس وقد ذكر انه اذا اعتبرنا ان النوبات هي استجابات متعلمة فانه يمكن اعداد بعض الظروف نستطيع من خلالها معرفة ما اذا كانت النوبات متعلمة ام لا وقد وجد ان معظم الانشطة ذات المجهود ويتولد عنها حالة دافع سلبي يعرف بالكف الاستجابي وذلك تحت ظروف التدريب المكثف ونجد ان حالات الكف الاستجابي تلك تتطور بسرعة وهناك اربعة افتراضات بعلاج النوبات وهي:
1) ان تكرار النوبات اراديا لفترات طويلة اثناء ممارسة الافعال العكسية يمكن ان يؤدي الى توقف النوبات تماما.
2) ان فترات الراحة الطويلة بعد الانتهاء من جلسات التدريب المكثف يسهل التخلص من النوبات.
3) ان المرضى الانبساطيين يستجيبون لتدريبات الافعال العكسية بصورة افضل من المرضى الانطوائيين.
4) يستجيب المرضى الانطوائيين افضل للطرق المعتمدة على الاشراط الموجب وذلك عن المرضى الانبساطيين.
طرق علاج الاضطرابات النفسية الحركية:
نتناول في هذه الفقرة عرض مختصر لبعض طرق العلاج السابق ذكرها.
أولا:التطبيق العكسي:
عرف "منهج التطبيق العكسي" كمنهج يستخدم في العلاج بانه "الممارسة الواعية النشطة للعادات التي يرغب المريض في التخلص منها"وقد اوصى دونلاب باستخدام طريقة التطبيق العكسي للعلاج من اللجلجة ,النوبات,مص ابهام اليد,قرض الاظافر,الاستمناء,والجنسية المثلية ومايتكرر في التطبيق العكسي ليس هو الاستجابة الحقيقة التي تتضمنها العادة ولكنها استجابة جديدة يتكرر فيها نفس نمط السلوك المعتاد في الاستجابة الاصلية مع وجود عوامل مؤثرة تختلف تماما عما هو متضمن في العادة وهناك عدد من النقاط يجب مراعاتها عند تطبيق منهج التطبيق العكسي وهي:
1) يجب ان يكون المريض راغب في التخلص من هذه العادات ولابد ان يؤكد المعالج على ضرورة وجود هذه الرغبة كما يشجع المريض عليها من خلال بث روح الاطمئنان واعطائه التعاليم الواضحة المباشرة واثناء ممارسة تلك العادات يجب ان يقول المريض لنفسه هذا التصرف خاطئ ولن اقدم عليه مرة اخرى.
2) لابد من التخلص من اي عوامل او مؤثرات قد تبقى على الافعال غير المرغوب فيها وبذلك يمكن ان تكون الاستجابة موضوع العلاج باقية.
3) ان الاستجابة الطبيعية الصحيحة يجب ان تكون في متناول المريض فمثلا الشخص الذي يخطئ في الاستهجاء يجب ان يعرف الطريقة الصحيحة لكتابة الكلمات اثناء كتابته لها بطريقة خاطئة.
4) يجب مساعدة المريض اثناء جلسات التدريب على استرجاع رد الفعل او الاستجابة اراديا ويمكن السماح له باضافة بعض العادات الجديدة ويجب الاشارة الى ان المريض الذي يفشل في الاستجابة لتدريبات التطبيق العكسي هو مريض انطوائي فالذي يستجيب لتلك الطريقة فقط هو المريض المنبسط وتجدي معه.
ثانيا:التقليل المنتظم للحساسية:
وفي هذه الطريقة يتم تدريب العملاء على التقليل من الخوف الشديد او القلق والتحكم فيه.
كل منا قد مر بتجربة يغشاها خوف وقلق كجزء طبيعي من مواقف الحياة ولكن بالنسبة للبعض منا يصبح الخوف والقلق احساس قوي بالحزن والاحباط ويحدث ذلك عندما تحدث بعض المثيرات والاحداث المعنية ويؤدي هذا القلق الى اعاقة الوظائف العادية للشخص فلو تعلم هؤلاء الافراد الاسترخاء والتحكم في هذا الاحساس بالخوف والقلق لتمكنوا من ممارسة وظائف حياتهم بطريقة افضل.
وهذا الاسترخاء هو مايحاول المعالج السلوكي الوصول اليه عن طريق التقليل المنتظم لمشاعر الخوف والقلق التي يغشى سلوك المريض فالمعالج يحاول دائما ان يقلل من استجابة المريض للتحديات التي تثير مخاوفه وقلقه.
تقنية التقليل المنتظم:
اولا يقوم المعالج بتدريب الافراد وهم في حالة استرخاء تام للعضلات وعندما يستطيع العميل الاسترخاء التام يسرع المعالج والعميل الى الخطوة التالية وهي التقليل نفسه وبينما المريض في قمة الاسترخاء يسأله المعالج ان يتخيل مشهدا او موقفا حيث يواجه بعض التحديات الصغرى وعندما يبدء العميل في تخيل هذا المشهد سوف يشعر ببعض القلق ولكن الاسترخاء العميق سوف يسهم في تغلب المريض على كمية القلق البسيطة ولابد من تكرار مثل هذه المشاهد عدة مرات قبل ان يستطيع المريض ان يمر بهذه المشاهد دون اي قلق او خوف.
وبعد ذلك يتقدم العميل لتخيل بعض المشاهد الاخرى وكل مشهد ناجح يقدم تحدي اكبر وبهذه الطريقة المنتظمة وتدريجيا خطوة خطوة يستطيع المريض ان يبقى هادئ الطبع ومسترخي عند تخيل المشاهد التي اعتادت ان تسبب له كثير من الخوف والقلق وعندما يتضح نجاح عملية تقليل الخوف من المشاهد المتخيلة يقوم المعالج بمساعدة العميل على بدء سلسلة جديدة من تجارب السيطرة على القلق في مواقف الحياة الحقيقية.
ثالثا:الاشراط:
وصف ايفان بافلوف في البداية ما يسمى بالمنعكسات الشرطية ولقد كان بافلوف يحاول الوصول الى قاعدة فسيولوجية لارتباط المثيرات بعضها بالبعض الاخر وكذا ارتباطها بالسلوك.
وقد اختار بافلوف ان يعرف بعض المصطلحات التي يتضمنها الاشتراط حتى يمكنه الاتصال بعلماء النفس الاخرين فيما يتعلق بهذا الموضوع ويمكن عرض تلك المصطلحات كالاتي:
1) الاستجابة الاصلية(غير الشرطية)
وهي الاستجابة الطبيعية لبعض المنبهات والتي عادة ماتثيرها ولايعتمد المثير على اية تجهيزات خاصة ليستدعي الاستجابة الملائمة.
2) المثير الشرطي:
هو ذلك المثير الذي عادة لاينتج عنه الاستجابة التي يستدعيها المثير الاصلي.
3) الاستجابة:
هي تلك التي تستدعيها المثيرات الشرطية التي تكون مشابهه للاستجابة الاصلية وتسمى بالاستجابة الشرطية.
رابعا:الاسترخاء-والاسترخاء المتقدم:
هناك اساليب خاصة يمكن استخدامها مع المرضى للتدريب على الاسترخاء فمثلا قد يسأل الشخص ان ينكر في احد مجموعات العضلات وهنا قد يسأل ان يشد عضلات الذراع بقوة وبعد ذلك يطلب منه ان يرخي هذه العضلات ببطء ولابد من ملاحظة الشعور الذي يصاحب عملية الاسترخاء وبعد ذلك يشد الذراع بقوة ويرخيه مرة اخرى حتى يدرك الاحساس المختلف الذي يشعر به حتى يكون الذراع مشدودا او مسترخيا.
بعد ذلك يتم اختيار مجموعة من العضلات وكل مجموعة عضلات يتم شدها وارخائها عدة مرات.
وقد يسأل المريض ان ينام على ظهره ويشد الاصابع والرسغ وسمانة الرجل وعضلات الفخذ والمؤخرة والظهر والرأس ....الخ وهكذا بالتتابع وبعد ذلك يرخى العضلات في مثل الترتيب السابق والعكس.
ويمثل هذا الاسترخاء المستمر وبعد التمرين الكافي والذي يمكن الانتهاء منه بسرعة حيث يمكن ان يشد الجسم كله ويرخيه في بضع ثوان والشخص الذي يقوم بالتدريب الكافي يستطيع ان يشد عضلاته او يرخيها على قدر ما يسمح به التمدد الجسدي وذلك وقتما يشاء.

ليست هناك تعليقات: