الأربعاء، 17 ديسمبر 2008

الادمان

الادمان من المشاكل النفسية الخطيرة التي تتفاوت اشكالها ومخاطرها على المستوى الشخصي وكذلك على المستوى الاجتماعي وذلك على نحو يماثل الى حد كبير الابعاد المميزة للتدرن والامراض المعدية الاخرى.
والادوية والعقاقير التي يمكن ان تؤثر في افكار الناس وفي عواطفهم ونومهم ونشاطهم الجنسي وتعاملهم مع الاخرين في المجتمع وفي غير ذلك من الجوانب السلوكية كثيرة ومتعددة وكثير من الباحثين لايعتبرون الكحول عقارا لكنه كذلك بالتأكيد فهو يقود الى الاعتماد والى عديد من المشكلات المترتبة عليه ومن ابرز العقاقير التي تثير المشاكل ما يلي:
1) العقاقير الافيونية:
§ الافيون
§ مشتقات الافيون,المورفين,الهيروين,الكودين
§ الافيونات التخليقية مثل (الميثادون – البثدين – المبيردين )
2) العقاقير المسكنة:
§ الكحول(مثل البيرة ,النبيذ,الخمور المقطرة)
§ الحبوب المنومة
§ المهدئات خفيفة المفعول
3) العقاقير المنبهه:
§ المنبهات التخليقية مثل الامفيتان والدكسامفيتامين
§ الكوكايين
4) الحشيش:
§ وهو يعرف باسماء مختلفة في بقاع العالم المختلفة مثل البانجو ,الحشيش ,الشاي الاحمر,......الخ
5) عقاقير الهلوسة:
§ داي اثيلاميد حمض الليسجيك(ل.س.د),ميسكالين,فسيكليدين.
6) المذيبات/المستنشقات الطيارة:
§ الغراء,الكيروسين,التولوين,المركبات البترولية,البويات,(ايروسول)
7) عقاقير اخرى:
§ التبغ,بيتيل,القات,اوراق الكوكا,......الخ
تناول العقاقير والاعتماد عليها:
هناك طرق متعددة لتعاطي العقاقير تشمل:اكلها وشربها ومضغها وتدخينها او استنشاقها وشمها او حشو الانف بها او حقنها تحت الجلد او بالعضل او بالوريد وتعتمد بداية تأثير العقار على طريقة تناوله ويكون تاثيرها سريعا في حالات التدخين او الحقن في الوريد او حشو الانف وابطا في حالات المضغ او الاكل او الحقن تحت الجلد وكثيرا ما يحدد نوع العقار المستعمل في حالات المضغ او الاكل او الحقن طريقة تعاطيه فمثلا يشرب الكحول عادة بينما يحقن الهيروين او يدخن وبعض العقاقير يمكن تناولها بطرق متعددة مثل الكوكايين والفنسيكليدين وبعض العقاقير يكون لها تاثير اسرع في الدماغ من تاثير غيرها.
ويصبح الشخص معتمدا على عقار ما او على الكحول عندما يصعب او يستحيل عليه التوقف عن تعاطيه بدون مساعدة على ذلك بعد ان يكون قد تعاطاه بانتظام لمدة من الزمن ويمكن ان يكون الاعتماد على العقار بدنيا او نفسيا او كليهما.
وعندما يكون الاعتماد بدنيا يعتل الشخص عندما يوقف تعاطي العقار او شرب الكحول فمثلا عندما يوقف شخص تعاطي الافيون بعد ان يكون قد استعمله بانتظام مدة من الزمن قد يحدث ما يلي:آلام بالعضلات – تقلصات بالبطن – قئ – اسهال – عرق – زكام – ادماع العيون – قلة النوم.
وعندما يكون الشخص معتمدا بدنيا على الكحول او الحبوب المنومة فسوف يحس باعراض تتراوح مابين البسيطة والشديدة عندما يمتنع عن تعاطيها ومن بينها الحمى والمخاوف او سرعة التهيج او التشوش او عنف السلوك او التشنجات وعموما كلما كانت جرعات العقار المتناول كبيرة كانت العلامات والاعراض اشد.
والعلامات والاعراض التي تحدث بعد ايقاف تناول العقار تسمى مرض الامتناع.
العقاقير المهدئة بما فيها الكحول والافيونات:
واغلب العقاقير الاخرى تسبب اعراضا بدنية اخف اثناء ايقاف استعمالها مثل تغيرات النبض وضغط الدم ولكن قد تكون الاعراض الانفعالية والسلوكية قوية مثل النوم او سرعة التهيج او عدم القدرة على التركيز او العمل وقد تستمر هذه الاعراض عدة اسابيع او حتى عدة اشهر ولكن يتوقع ان تنتهي خلال عام على الاكثر ان لم يعد الشخص الى تناول العقار.
وعندما يكون الاعتماد على العقار نفسيا يحس المرء برغبة قوية في الاستمرار في تعاطي العقار نفسيا يحس المرء برغبة قوية في الاستمرار في تعاطي العقار بعد ان يكون قد انتظم في اخذه او تناوله مدة من الزمن وعند الامتناع عن التعاطي يصبح المرء قلقا وسريع التهيج وكثير الحركة وقد يحس بالاكتئاب ويضطرب نومه وتزول هذه المشاكل بعد بضعة اسابيع لكن الرغبة الملحة في تعاطي العقار قد تعاود الانسان مرة اخرى وربما يكون في ذلك بعد عدة سنوات.
وفي معظم من يسيئون استعمال العقاقير والكحول يصعب التمييز بين الاعتماد البدني والاعتماد النفسي لتداخل الحدود فيما بينها لكن بغض النظر عن ذلك من المفيد ان نضع في الاعتبار ان للعلاج هدفين:
الاول:هو ايقاف التعاطي او خفضه وهذا قد يؤدي الى مرض الامتناع.
والثاني:هو تحاشي العودة الى التعاطي بمغالبة الرغبة فيه وايجاد طرق اخرى لمعالجة الضغوط النفسية والاجتماعية التي قد تؤدي الى الاعتماد على العقاقير.
المشاكل المتعلقة بالأعتماد على العقاقير ة تناول الكحول :
قد يسبب إدمان العقاقير و تعاطي الكحول مشاكل تتعلق بالصحة (بدينة و عقلية ) او بالسلوك أو الأسرة أو النطاق العمل أو المال أو القانون و أولئك الذين يعتمدون على العقاقير و الكحول يقعون فريسة للمرض أكثر من غيرهم و بما أن مستواهم الغذائي غالبا مايكون ضعيفا فكثيرا ما يصبون بأمراض بدنية ة تنتشر بينهم العدوى و خاصة في الجلد و الجهاز التنفسي و المسالك البولية كما أن هناك ضروريا من الاصابات ترتبط ايضا بهذه السميات مثل حوادث المرور و السقوط و الحريق و الغرق و إصابات العمل .
و بعض الأمراض مرتبطة بطريقة التعاطي . فأبتلاع الكحول و العقاقير مثلا قد يؤدي إلى إضرابات بالمعدة . كما أن مضغ العقار قد يؤدي إلى متاعب صحية بالفم و المعدة . و التدخين قد يؤدي تهيج الحلق و الحنجرة و الرئة , كما أن إاستنشاق العقار يؤدي إل تورم الممرات الانفية و قد يؤدي حقن العقار يؤدي إلى تلف الاوعية الدموية مسببا عدوى منتشرة في الجسم كله .
ان اساءة إستعمال العقاقير و الكحول كثيرا ما تسبب مشكلات إنفعالية و النفسية . فقد تضعف الذاكرة و تتغير الشخصية أو تدهور , كما أن قد يصبح من الصعب العيش مع الشخص المضرب أذ يصبح عصبي المزاج , سريع التهيج, متقلب الأهواء ,غير منطقي في تصرفاته , او قد ينطوي و ينزوي بنفسه عن الجياة الاجتماعية . كما أنه قد يصبح مكتئبا أو عصبيا و يجب أننضع في الاعتبار ان تأثير العقار غنما يعتمد على
(أ) نوع العقار المستعمل
(ب) شخصية المتعاطي و إمكناته الجسمية و المزاجية و العقلية والإجتماعية و المادية .
(ج) الظروف الاجتماعية التي يعيش الفرد في إطارها , هذا على المستوى الفرد.
أما على مستوى الاسرة و الجماعة , فلابد لهذه المشاكل الصحية و النفسية من أن تؤثر في الأسرة أيضا. فكثيرا ما تتأزم الأمور و يكثر النقاش في محيط الأسرة التي قد ينفق دخلها على شراء العقاقير والخمور ومن شأن نقص الانتاجية ان يؤدي الى مزيد من النقص في دخل الاسرة وقد تفضي مثل هذه الظروف الى اهمال العناية بالاطفال او اضطراب العلاقات الجنسية بين الزوجين ويمكن ان يؤدي الاعتماد على العقاقير وشرب الكحول الى مشاكل تنسحب على المجتمع باسره فلابد من صرف الاموال الحكومية على تطبيق القوانين والرعاية الطبية وعندما ينتشر تعاطي العقاقير وشرب الكحول تنهار اسر بكاملها ويهمل الابناء الذين يشكلون الدعائم الاساسية لقوة بلدانهم ومستقبلها.
ونعرض فيما يلي الاختلالات النفسية والاجتماعية التي يمكن ان تكون قرينة على اساءة استعمال العقاقير:
1. العقاقير الافيونية:اذا اخذ الشخص مجموعة كبيرة من احد هذه العقاقير فقد تنتابه غيبوبة او قد يموت كما يظهر مرض الامتناع على الشخص اذا مضت مدة دون ان يتعاطى ومن ظواهر هذا المرض تقلص العضلات والقئ والاسهال وتصبب العرق واضطراب النوم.
2. العقاقير المهدئة(بما فيها الكحول):قد تظهر المشاكل التالية:يصيب الاذي الكبد والمعدة خاصة مع الكحول ويتلف الدماغ والاعصاب وتحدث الاصابات والمشاجرات في حالة التسمم وتفقد الذاكرة ويظهر الارتعاش وعندما يوقف كثيرو الشرب تناول الخمر يصابون بمرض الامتناع فيظهر عليهم التخليط الذهني والعنف والخوف المفرط واحيانا التشنجات.
3. العقاقير المنبهه:وهذه قد تسبب امراضا عقلية مثل الاكتئاب وشدة المخاوف والشك.
4. الحشيش:كثيرا ما يظهر على متعاطيه عدم الاهتمام بصورة عامة او يصابون باختلال عقلي مع نوبات من التخليط الذهني والاكتئاب.
5. عقاقير الهلوسة: قد تظهر علامات الاعتلال العقلي على المتعاطين مع التخليط الذهني والاكتئاب.
6. التبغ(تدخينا):يؤدي مع طول المدة الى امراض الرئتين والقلب.
7. البيتيل(مضغا):قد يسبب السرطان والتهابات الفم.
8. القات(مضغا):قد يؤدي الى اضطرابات بالمعدة والامساك.
9. مسكنات الالم:قد تسبب تلفا بالمعدة والكلى
وفيما يلي نتعرض بالتفصيل لادمان الكحول وكيفية تمريض المدمن عامة:
أولا:حقائق حول الكحول:
1. يعتبر الكحول من المواد مرتفعة او عالية السعرات الحرارية ولكنها لا تحتوي على اي قيمة غذائية.
2. دلت الاختبارات المعملية على ان اخطاء الحكم يمكن ان تحدث عندما يمتص الكحول في دم المدمن.
3. الكحول ليس عقارا مثيرا للشهوة الجنسية فالزيادة في الرغبة الجنسية ترجع فقط الى انها انعكاس للكف الاجتماعي المصاحب لتلك الرغبة.
4. ان نصف الاصابات التي تحدث بواسطة حوادث السيارات تحدث نتيجة تعاطي السائقين للكحول.
5. لاينصح باستهلاك الكحول اذا كان الشخص ياخذ مسكنات او اذا كان يشعر بالصرع او امراض الكبد او القرحة المعدية.
6. ان السكر بالكحول يورط في حوادث كثيرة منها الانتحار والقتل وحوادث الغرق.
ثانيا:الاثار البغيضة التي يخلقها في المرء اسرافه في الشراب:
تشكل تلك الاثار البغيضة التي يخلقها في المرء اسرافه في الشراب حالة جسمية مصاحبة بالاعراض الرئيسية الاتية:
1. صداع حاد مصاحب بخفقان واضطراب في المعدة ويحدث هذا نتيجة العمليات الاتية:
أ‌. ان بطانة جدران المعدة تكون متهيجة نتيجة الكحول الزائد.
ب‌. يحدث فصل بين عنصري الخلية بسبب ان الكحول الزائد يفوق طاقة الكبد وقدرته على تصريف هذه الزيادة في الكحول.
ت‌. ان مستوى الكحول يمكن ان يؤدي الى تاثير صارم في الجهاز العصبي المركزي.
ثالثا:الخطة التمريضية لعلاج المريض المدمن:
1. دفع المريض للامتناع عن تعاطي الكحول او العقار.
2. محاولة تقبل المريض مع الفهم لحالته وعدم اصدار احكام تجاهه.
3. ان نضمن ان المريض لديه استبصار باهداف علاجه.
4. ان نضمن ان الاهداف الموجهه تجاه المريض هي اهداف واقعية وفي متناول الطبيب والممرضة.
5. التدعيم الايجابي لسلوك المريض في محاولة تحقيق تلك الاهداف في كل مرحلة من مراحل العلاج وذلك في محاولة دفعه الى الشفاء.
6. محاولة اصلاح جوانب النقص في شخصيته.
7. زيادة احساس المريض بقيمته الذاتية.
8. تشجيع المريض على الاشتراك في الانشطة المختلفة.
9. تعليم المريض ماهية الخبرات المؤذية الضارة عن تأثير الكحول او العقار المستعمل في الدم والجسم.
10. ان نعمل على تدعيم العلاج البيئي والذي يمكن ان يناقشه المريض واكسابه الاستبصار بمشاكله.
11. تشجيع المريض على الاشتراك في العمل الجماعي وتدعيم مساعدة المريض في محاولة التخلص من مشاعره السلبية.
12. توفير النوم المريح والامن للمريض.
13. تقديم الاستشارة الدائمة والتاييد الدائم للمريض.
14. الاتصال وتدعيم التاييد لاسرة المريض وذلك في محاولة لانجاز اهداف العلاج.
الاضطرابات الناتجة عن الادمان:
ينجم عن الادمان او الاعتماد بمصطلح احدث على بعض المواد او العقاقير اضطرابات نفسية وعقلية وسلوكية شتى ومن اهم هذه المواد الكحول والافيون والحشيش والكوكايين والكافيين والمهدئات والمنومات والمهلوسات والنيكوتين والمنبهات المتبخرة المستنشقة واية عقاقير او مواد ذات اثر نفسي ويلي تعاطي العقار او الكحول حالة من التسمم الحاد التي يترتب عليها تغيرات في السلوك والوجدان وفي بعض الوظائف العقلية الوعي والادراك بوجه خاص ويقل التسمم بمرور الوقت.
وتشير "زملة الاعتماد"(الادمان) الى مجموعة من المظاهر الفيزيولوجية والسلوكية والمعرفية التي تلي استخدام مادة او عقار ما بشكل متكرر مع رغبة جارفة في استخدامه برغم مضاره بحيث تتحكم المادة في الشخص ويكون لها الاولية على اية التزامات اخرى كما ان للاعتماد خاصية مهمة هي زيادة احتمال المادة بمرور الوقت (معدل او الامتناع)بما يعني تزايد الجرعة حتى يحصل على الاثر نفسه الذي كانت تحدثه جرعات اقل واذا توقف الفرد وقتيا او بشكل دائم عن الاعتماد على المادة حدثت حالة انسحاب والقلق والاكتئاب والتهيج والرعشة والخرف واضطراب النوم والهلاوس والضلالات ويمكن ان ينجم عن الاعتماد او الادمان اضطراب ذهاني والنساوة واضطرابات سلوكية.
وللادمان اسباب عدة:وراثية كما دلت بحوث التوائم وانتشار الادمان في اسر معينة وادمان الام هذا فضلا عن العوامل النفسية كالقلق والاكتئاب والاحباط والشخصية الاتكالية الباحثة عن اللذة والقابلية لاستهواء الرفاق بالاضافة الى العوامل الاجتماعية كاضطراب الاسرة او ادمان احد افرادها وسوء العلاقات بين افرادها.
ولقد اصبح الاعتماد او الادمان في العقد الاخير مشكلة خطيرة في كل بلاد العالم بمعدلات انتشار مرتفعة بحيث يتحتم وضع برنامج عالمي لمكافحتها.

ليست هناك تعليقات: